الأسلوب الرعوي

   يتضمن فن النمط الرعوي مجموعة كبيرة * من الرسوم والنقوش الصخرية التي تصور الماشية والبشر والحياة الرعوية. ويعتبر أكثر أنواع الفن الصخري شيوعاً وله آلاف المواقع في جميع أنحاء الصحراء.

   و في هذا النمط تتناوب مشاهد من الحياة اليومية -بما في ذلك مشاهد حلب الماشية ورعاية الحيوانات سواء في قطعان أو منفردة والأنشطة المتعلقة بالتنقل الرعوي -مع مناظر لأنشطة الصيد والطقوس الدينية و بعض الاشكال الرمزية و مظاهر الفرح و غيرها من الأنشطة المتعدد للمجتمعات الرعوية المبكرة المعروفة في إفريقيا.

   إن الأعمال الفنية إما محفورة ببراعة أو رسوم مطلية بشكل طبيعي سواء ملونة بلون موحد أو متعددة الألوان؛ قد تم العثور عليها في الهواء الطلق أو في داخل الملاجئ الصخرية والكهوف. ويتم إعادة تصوير الأشكال في مواقف متنوعة وغالباً ما يتم إبرازها بشكل تفصيلي. ويتم تمثيل الاشكال الأدمية في بعض الأحيان بتلوين الجسد وإظهار الزينة (الأساور والقلائد والملابس وأغطية الرأس) وتسريحات الشعر. ويبدو أن الاختلافات في الزينة تشير إلى هويات متنوعة (اجتماعية وعرقية وثقافية)، مما يشير إلى أن المنطقة كانت بوتقة تعايشت فيها مجموعات استيطانية مختلفة.

_____________

*والاسلوب الفني هنا يعطي مفهوم تقارب عدة أساليب فنية. هذا ولا تزال هناك المزيد من الدراسات قيد الانجاز لتحديد الأنماط المختلفة أو "المدارس" بشكل دقيق وجمع الاقتراحات العلمية ذات العلاقة بالرسومات والنقوش الفنية ودمجها مع البيانات الأثرية.

   ويوجد مواقع نمط الفن الرعوي في جميع أنحاء الكتلة الصخرية لتادرارت أكاكوس، لكنها تتركز بكثافة على طول الأودية الرئيسة. وتفيد الدراسات المتكاملة للزخارف الفنية (التحليل الايقوني، والاختلافات الأسلوبية، والتداخلات) مع البيانات الأثرية بأن ذروة هذا النمط من الفنون كان في الألفية الخامسة قبل الميلاد، ومن المرجح أن الفترة استمرت حتى منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.